بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 أبريل 2012

الجزء التاسع




الفصل الحادي والثمانون

     قولوا لي أتحسب خطيئة عظمة على الكهنة اذا أوقعوا على الارض تابوت شهادة الله وهم يحملونه؟ ، فارتجف التلاميذ لما سمعوا هذا لأنهم كانوا على علم بأن الله قتل((أمات)) عزة لأنه مس تابوت الله خطأ، فقالوا انها لخطيئة كبرى، فقال يسوع: لعمر الله ان نسيان كلمة الله التي بها خلق كل الاشياء والتي بها يقدم لك الحياة الابدية لخطيئة كبرى، ولما قال يسوع هذا صلى وقال بعد صلاته:لا يجب أن نعبر غدا الى السامرة لأنه هكذا قال لي ملاك الله القدوس، وبلغ يسوع باكرا صباح يوم بئرا كان قد صنعها يعقوب ووهبها ليوسف ابنه، ولما أعيا يسوع من السفر ارسل تلاميذه الى المدينة ليشتروا طعاما، فجلس بجانب البئر على حجر البئر واذا بامرأة من السامرة قد جاءت الى البئر لتستقي ماء، فقال يسوع للمرأة: أعطني لأشرب، فأجابت المرأة: ألا تخجل وأنت عبراني أن تطلب مني شربة ماء وأنا امرأة سامرية؟، أجاب يسوع: أيتها المرأة لو كنت تعلمين من يطلب منك شربة لطلبت أنت منه شربة، أجابت المرأة : كيف تعطني لأشرب ولا اناء ولا حبل معك لتجذب به الماء والبئر عميقة ؟ ، أجاب يسوع: أيتها المرأة من يشرب من ماء هذا البئر يعاوده العطش أما من يشرب من الماء الذي أعطيه فلا يعطش أبدا بل يعطي العطاش ليشربوا بحيث يصلون الى الحياة الابدية، فقالت المرأة: يا سيد أعطني من مائك هذا، أجاب يسوع: اذهبي وادعي زوجك واياكما أعطي لتشربا، قالت المرأة : ليس لي زوج ، أجاب يسوع : حسنا قلت الحق لأنه كان لك خمسة أزواج والذي معك الان ليس هو زوجك، فلما سمعت المرأة هذا اضطربت وقالت : يا سيد أرى بهذا انك نبي ، لذلك أضرع اليك أن تخبرني( عما يأتي ) : إن العبرانيين يصلون على جبل صهيون في الهيكل الذي بناه سليمان في اورشليم ويقولون ان نعمة الله ورحمته توجد هناك لا في موضع آخر، أما قومنا فانهم يسجدون على هذه الجبال ويقولون ان السجود إنما يجب أن يكون على جبال السامرة فقط فمن هم الساجدون الحقيقيون ؟

الفصل الثاني والثمانون

     حينئذ تنهد يسوع وبكى قائلا: ويل لك يا بلاد اليهودية لأنك تفخرين قائلة: ((هيكل الرب هيكل الرب)) وتعيشين كأنه لا إله منغمسة في الملذات ومكاسب العالم، فان هذه المرأة تحكم عليك بالجحيم في يوم الدين، لأن هذه المرأة تطلب أن تعرف كيف تجد نعمة ورحمة عند الله، ثم التفت الى المرأة وقال:أيتها المرأة انكم أنتم السامريين تسجدون لما لا تعرفون أما نحن العبرانيين فنسجد لمن نعرف، الحق أقول لك ان الله روح وحق ويجب أن يسجد له بالروح والحق، لأن عهد الله إنما اخذ في اورشليم في هيكل سليمان لا في موضع آخر ولكن صدقيني أنه يأتي وقت يعطى الله فيه رحمته في مدينة أخرى ويمكن السجود له في كل مكان بالحق ويقبل الله الصلاة الحقيقة في كل مكان رحمته، أجابت المرأة: اننا ننتظر مسيا فمتى جاء يعلمنا، أجاب يسوع: أتعلمين أيتها المرأة أن مسيا لا بد أن يأتي؟، أجابت: نعم يا سيد ،حينئذ تهلل يسوع وقال: يلوح لي أيتها المرأة انك مؤمنة، فاعلمي اذا انه بالايمان بمسيا سيخلص كل مختاري الله، اذا وجب أن تعرفي مجئ مسيا، قالت المرأة: لعلك أنت مسيا أيها السيد، أجاب يسوع: اني حقا أرسلت الى بيت اسرائيل نبي خلاص، ولكن سيأتي بعدي مسيا المرسل من الله لكل العالم الذي لأجله خلق الله العالم، حينئذ يسجد لله في كل العالم وتنال الرحمة حتى ان سنة اليوبيل التي تجيء الان كل مئة سنة سيجعلها مسيا كل سنة في كل مكان، حينئذ تركت المرأة جرتها وأسرعت الى المدينة لتخبر بكل ما سمعت من يسوع.
                    
الفصل الثالث والثمانون

      وبينما كانت المرأة تكلم يسوع جاء تلاميذه وتعجبوا انه كان يتكلم هكذا مع امرأة، ومع ذلك لم يقل له أحد: لماذا تتكلم هكذا مع امرأة سامرية، فلما انصرفت المرأة قالوا: يا معلم تعال وكل، أجاب يسوع: يجن أن آكل طعاما آخر، فقال التلاميذ بعضهم لبعض: لعل مسافرا كلم يسوع وذهب ليفتش له على طعام، فسألوا الذي يكتب هذا قائلين: هل كان هنا أحد يمكنه أن يحضر طعاما للمعلم يا برنابا؟، فأجاب الذي يكتب: لم يكن هنا من أحد خلا المرأة التي رأيتموها التي احضرت هذا الاناء الفارغ لتملأه ماء، فوقف التلاميذ مندهشين منتظرين نتيجة كلام يسوع، عندئذ قال يسوع: انكم لا تعلمون الطعام الحقيقي هو عمل مشيئة الله، لأنه ليس الخبز الذي يقيت الإنسان ويعطيه حياة بل بالحري كلمة الله بارادته، فلهذا السبب لا تأكل الملائكة الاطهار بل يعيشون ويتغذون بارادة الله، وهكذا نحن وموسى وايليا وواحد أخر لبثنا اربعين يوما واربعين ليلة بدون شيء من الطعام، ثم رفع يسوع عينيه وقال: متى يكون الحصاد، أجاب التلاميذ: بعد ثلاثة اشهر، قال يسوع: انظروا الان كيف ان الجبال بيضاء بالحبوب، الحق أقول لكم انه يوجد اليوم حصاد عظيم يجنى، حينئذ أشار الى الجم الغفير الذي أتى ليراه، لأن المرأة لما دخلت المدينة أثارت المدينة بأسرها قائله: أيها القوم تعالوا وانظروا نبيا جديدا مرسلا من الله الى بيت اسرائيل، وقصت عليهم كل ما سمعت من يسوع، فلما أتوا الى هناك توسلوا الى يسوع أن يمكث عندهم، فدخل المدينة ومكث هناك يومين شافيا كل مرضى ومعلما ما يختص بملكوت الله، حينئذ قال اهل المدينة للمرأة: اننا اكثر ايمانا بكلامه وآياته منا مما قلت، لأنه قدوس الله حقا ونبي مرسل لخلاص الذين يؤمنون به، وبعد صلاة نصف الليل اقترب التلاميذ من يسوع، فقال لهم: ستكون هذه الليلة في زمن مسيا رسول الله اليوبيل السنوي الذي يجيء الان كل مئة سنة، لذلك لا اريد أن ننام بل نصلي محنين رأسنا مئة مرة ساجدين لإلهنا القدير الرحيم المبارك إلى الأبد ، فلنقل كل مرة: اعترف بك إلهنا الأحد الذي ليس لك من بداية ولا يكون لك من نهاية، لأنك برحمتك أعطيت كل الاشياء بدايتها وستعطى بعدلك الكل نهاية، لا شبه لك بين البشر، لأنك بجودك غير المتناهي لست عرضة للحركة ولا لعارض، ارحمنا لأنك خلقتنا ونحن عمل يدك.
                   
الفصل الرابع والثمانون

     ولما صلى يسوع قال : لنشكر الله لأنه وهبنا هذه الليلة رحمة عظيمة، لأنه اعاد الزمن الذي يلزم أن يمر في هذه الليلة اذ قد صلينا بالاتحاد مع رسول الله، وقد سمعت صوته ، فلما سمع التلاميذ هذه تهللوا كثيرا وقالوا : يا معلم علمنا شيئا من الوصايا هذه الليلة، فقال يسوع: هل رأيتم مرة ما البراز ممزوجا بالبلسم ، فأجابوا : لا يا سيد لأنه لا يوجد مجنون يفعل هذا الشيء ، فقال يسوع : اني مخبركم الآن انه يوجد في العالم من هم أشد جنونا من ذلك لأنهم يمزجون خدمة الله بخدمة العالم، حتى ان كثيرين من الذين يعيشون بلا لوم قد خدعوا من الشيطان، وبينا هم يصلون مزجوا بصلاتهم المشاغل العالمية فأصبحوا في ذلك الوقت ممقوتين في نظر الله، قولوا لي أتحذرون متى اغتسلتم للصلاة من أن يمسكم شيء نجس؟ نعم بكل تأكيد، ولكن ماذا تفعلون عندما تصلون، انكم تغسلون أنفسكم من الخطايا بواسطة رحمة الله، أتريدون اذا وانتم تصلون أن تتكلموا عن الأشياء العالمية؟ ، احذروا من أن تفعلوا هكذا، لأن كل كلمة عالمية تصير براز الشيطان على نفس المتكلم، فارتجف التلاميذ لأنه كلمهم بحدة الروح، وقالوا: يا معلم ماذا نفعل اذا جاء صديق يكلمنا ونحن نصلي، أجاب يسوع: دعوه ينتظر وأكملوا الصلاة، فقال برتولوماوس: ولكن لو فرضنا انه متى رأى اننا لا نكلمه اغتاظ وانصرف،واذا اغتاظ فصدقوني انه ليس بصديقكم وليس بمؤمن بل كافر ورفيق الشيطان، قولوا لي اذا ذهبتم لتكلموا أحد غلمان اصطبل هيرودس ووجدتموه يهمس في اذني هيرودس اتغتاظون اذ جعلكم تنتظرون ؟ ، كلا ثم كلا بل تسرون أن تروا صديقكم مقربا من الملك، ثم قال يسوع: أصحيح هذا؟، أجاب التلاميذ: انه الحق بعينه، ثم قال يسوع: الحق أقول لكم أن كل من يصلي إنما يكلم الله، أفيصح أن تتركوا التكلم مع الله لتكلموا الناس؟، أيحق لصديقكم أن يغتاظ لهذا السبب لانكم تحترمون الله أكثر منه؟، صدقوني انه ان اغتاظ لأن جعلتموه ينتظر فإنما هو خادم جيد للشيطان، لأن هذا ما يتمناه الشيطان أن يترك الله لأجل الناس، لعمر الله انه يجب على كل من يخاف الله أن ينفصل في كل عمل صالح عن اعمال العالم لكيلا يفسد العمل الصالح.
                       
 
الفصل الخامس والثمانون

     قال يسوع: اذا فعل انسان سوءا أو تكلم بسوء وذهب أحد ليصلحه ويمنع عملا كهذا فماذا يفعل هذا؟، أجاب التلاميذ: انه يفعل حسنا لأنه يخدم الله الذي يطلب على الدوام منع الشر كما ان الشمس تطلب على الدوام طرد الظلام، فقال يسوع: وأنا أقول لكم انه بالضد من ذلك متى فعل أحد حسنا أو تكلم حسنا فكل من يحاول منعه بوسيلة ليس فيها ما هو أفضل منه فإنما هو يخدم الشيطان بل يصير رفيقه، لأن الشيطان لا يهتم بشيء سوى منع كل شيء صالح، ولكن ماذا أقول لكم الآن؟، إني أقول ما قاله سليمان النبي قدوس وخليل الله: ( من كل ألف تعرفونهم يكون واحد صديقكم ) ، فقال متى: ألا نقدر اذا أن نحب أحدا؟، فأجاب يسوع: الحق أقول لكم انه لا يجوز لكم أن تكرهوا شيئا الا الخطيئة، حتى انكم لا تقدرون أن تبغضوا الشيطان من حيث هو خليقة الله بل من حيث هو عدو الله، أتعلمون لماذا؟، اني أفيدكم، لأنه خليقة الله وكل ما خلق الله فهو حسن وكامل، فلذلك كل من يكره الخليقة يكره الخالق، ولكن الصديق شيء خاص لا يسهل وجوده ولكن يسهل فقده، لأن الصديق لا يسمح باعتراض على من يحبه حبا شديدا، احذروا وانتبهوا ولا تختاروا من لا يحب من تحبون صديقا، فاعلموا ما المراد بالصديق؟، لا يراد بالصديق الا طبيب النفس، وهكذا كما انه يندر أن يجد الانسان طبيبا ماهرا يعرف الامراض ويفقه استعمال الادوية فيها هكذا يندر وجود اصدقاء يعرفون الهفوات ويفقهون كيف يرشدون للصلاح، ولكن هناك شر وهو ان لكثيرين اصدقاء يغضون الطرف عن هفوات صديقهم، وآخرين يعذرونهم، وآخرين يحامون عنهم بوسيلة عالمية، ويوجد أصدقاء ـ وذلك شر مما تقدم ـ يدعون اصدقاءهم ويعضدونهم في ارتكاب الخطأ وستكون آخرتهم نظير لؤمهم، احذروا من أن تتخذوا أمثال هؤلاء القوم اصدقاء، لأنهم أعداء وقتلة النفس حقا.  
                    
الفصل السادس والثمانون

     ليكن صديقك صديقا يقبل الاصلاح كما يريد هو أن يصلحك، وكما انه يريد أن تترك كل شيء حبا في الله فعليه أن يرضى بأن تتركه لاجل خدمة الله، ولكن قل لي اذا كان الانسان لا يعرف كيف يحب الله فكيف يعرف كيف يحب نفسه، وكيف يعرف كيف يحب الاخرين اذا كان لا يعرف كيف يحب نفسه؟ ، حقا ان هذا لمحال، فمتى اخترت لك صديقا( لأن من لا صديق له مطلقا هو فقير جدا) فانظر أولا لا الى نسبة الحسن ولا الى اسرته ولا الى بيته الحسن ولا الى ثيابه الحسنة ولا الى شخصه الحسن ولا الى كلامه الحسن أيضا لأنك (حينئذ) تغش بسهولة، بل انظر كيف يخاف الله وكيف يحتقر الاشياء الارضية وكيف يحب الاعمال الصالحة وعلى نوع أخص كيف يبغض جسده فيسهل عليك (حينئذ) وجدان ((أن تجد)) الصديق الصادق، انظر على نوع أخص اذا كان يخاف الله ويحتقر اباطيل العالم واذا كان دائما منهمكا بالاعمال الصالحة ويبغض جسده كعدو عات، ولا يجب عليك أيضا أن تحب صديقا كهذا بحيث أن حبك ينحصر فيه لأنك تكون عابد صنم، بل احبه كهبة وهبك الله اياها فيزينه الله بفضل أعظم، الحق أقول لكم ان من وجد صديقا وجد احدى مسرات الفردوس بل هو مفتاح الفردوس، أجاب تدايوس: ولكن اذا اتفق لانسان صديق لا ينطبق على ما قلت يا معلم فماذا يجب عليه أن يفعل؟ أيجب عليه أن يهجره؟، أجاب يسوع: يجب عليه أن يفعل ما يفعله النوتي بالمركب الذي يسيره ما رأى منه نفعا ولكن متى وجد فيه خسارة تركه، هكذا يجب أن تفعل بصديق شر منك، فاتركه في الاشياء التي يكون فيها عثرة لك اذا كنت لا تود أن تتركك رحمة الله.
                   
الفصل السابع والثمانون

     ويل للعالم من العثرات، لا بد أن تأتي العثرات لأن العالم يقيم في الاثم، ولكن ويل لذلك الانسان الذي به تأتي العثرة، خير للانسان أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر من أن يعثر جاره، اذا كانت عينك عثرة لك فاقلعها لأنه خير لك أن تدخل الجنة أعور من أن تدخل الجحيم ولك عينان، ان أعثرتك يدك أو رجلك فافعل بهما كذلك لأنه خير لك أن تدخل ملكوت السماء أعرج أو أقطع من أن تدخل الجحيم ولك يدان ورجلان، فقال سمعان المسمى بطرس: يا سيد كيف يجب أن أفعل هذا؟ حقا انني اصير أبتر في زمن وجيز؟، أجاب يسوع: يا بطرس اخلع الحكمة الجسدية تجد الحق توا، لأن من يعلمك هو عينك ومن يساعدك للعمل هو رجلك ومن يخدمك في شيء ما هو يدك، فمتى كانت أمثال هذه باعثا على الخطيئة فاتركها، لأنه خير لك أن تدخل الجنة جاهلا فقيرا ذا أعمال قليلة من أن تدخل الجحيم بأعمال عظيمة وأنت متعلم غني، فاطرح عنك كل ما يمنعك عن خدمة الله كما يطرح الانسان كل ما يعيق بصره، ولما قال يسوع هذا دعا بطرس الى جانبه وقال له: اذا أخطأ اخوك اليك فاذهب واصلحه، فاذا هو اصطلح فتهلل لأنك قد ربحت أخاك، وان لم يصطلح فاذهب وادع شاهدين وأصلحه أيضا، فان لم يصطلح فأخبر الكنيسة بذلك، فان لم يصطلح حينئذ فاحسبه كافرا، ولذلك لا تسكن سقف البيت الذي يسكنه، ولا تأكل على المائدة التي يجلس اليها، ولا تكلمه، حتى انك ان علمت أين يضع قدمه اثناء المشي فلا تضع قدمك هناك.

الفصل الثامن والثمانون

     ولكن احذر من أن تحسب نفسك أفضل منه، بل يجب عليك أن تقول هكذا: بطرس بطرس انك لو لم يساعدك الله لكنت شرا منه، أجاب بطرس: كيف يجب علي أن اصلحه؟، فأجاب يسوع: بالطريقة التي تحب أنت نفسك أن تصلح بها، فكما تريد أن تعامل بالحلم هكذا عامل الاخرين، صدقني يا بطرس لأني أقول لك الحق انك كل مرة تصلح أخاك بالرحمة تنال رحمة من الله وتثمر كلماتك بعض الثمر، ولكن اذا فعلت ذلك بالقسوة يقاصك عدل الله بقسوة ولا تأتي بثمر، قل لي يا بطرس أيغسل الفقراء مثلا هذه القدور الفخارية التي يطبخون فيها طعامهم بالحجارة والمطارق الحديدية؟، كلا ثم كلا بل بماء سخن، فالقدور تحطم بالحديد والاشياء الخشبية تحرقها النار أما الانسان فانه يصلح بالرحمة، فمتى أصلحت أخاك قل لنفسك: ((  اذ لم يعضدني الله فاني فاعل غدا شرا من كل ما فعل هو اليوم  )) ، أجاب بطرس: كم مرة أغفر لأخي يا معلم؟، أجاب يسوع: بعدد ما تريد أن يغفر لك، فقال بطرس: أسبع مرات في اليوم؟، أجاب يسوع: لا أقول سبعا فقط بل تغفر له كل يوم سبعين سبع مرات، لأن من يَغفر يُغفر له ومن يدِن يدان، حينئذ قال من يكتب هذا: ويل للرؤساء لأنهم سيذهبون الى الجحيم، فوبخه يسوع قائلا: لقد صرت غبيا يا برنابا اذ تكلمت هكذا، الحق أقول لك ان الحمام ليس بضروري للجسم ولا اللجام للفرس ولا يد الدفة للسفينة كضرورة الرئيس للبلاد، ولأي سبب اذن قال الله لموسى ويوشع وصموئيل وداود وسليمان ولكثيرين آخرين أن يصدروا أحكاما، إنما اعطى الله السيف لمثل هؤلاء لاستئصال الإثم ، فقال حينئذ من يكتب هذا : كيف يجب اصدار الحكم بالقصاص والعفو؟، أجاب يسوع: ليس كل أحد قاضيا يا برنابا لأن للقاضي وحده أن يدين الآخرين، وعلى القاضي أن يقتص من المجرم كما يأمر الأب بقطع عضو فاسد من ابنه لكيلا يفسد الجسد كله.
                       
الفصل التاسع والثمانون

     قال بطرس: كم يجب علي أن أمهل أخي ليتوب؟، أجاب يسوع: بقدر ما تريد أن تمهل، أجاب بطرس: لا يفهم كل أحد هذا فكلمنا بوضوح أتم، أجاب يسوع: أمهل أخاك ما أمهله الله، فقال بطرس: ولا يفهمون هذا أيضا، أجاب يسوع: أمهله ما دام له وقت للتوبة، فحزن بطرس والباقون لأنهم لم يفقهوا المراد، عندئذ قال يسوع: لو كان عندكم ادراك صحيح وعرفتم انكم أنتم أنفسكم خطاة لما خطر في بالكم مطلقا أن تنزعوا من قلوبكم الرحمة بالخاطئ، ولذلك أقول لكم صريحا انه يجب أن يمهل الخاطئ ليتوب ما دام له نفس تتنفس من وراء أسنانه، لأنه هكذا يمهله إلهنا القدير الرحيم ، إن الله لم يقل: إني أغفر للخاطئ في الساعة التي يصوم و يتصدق ويصلي ويحج فيها ، وهو ما قام به كثيرون وهم ملعونون لعنة أبدية ، ولكنه قال : (( في الساعة التي يندب الخاطئ خطاياه(أنسى) أثمه فلا أذكره بعد)) ثم قال يسوع: أفهمتم؟، أجاب التلاميذ: فهمنا بعضا دون بعض، أجاب يسوع: ما هو الذي لم تفهموه؟، فأجابوا: كون كثيرين من الذين صلوا مع الصيام ملعونين، حينئذ قال يسوع: الحق أقول لكم ان المرائين والامم يصلون ويتصدقون ويصومون اكثر من اخلاء الله، ولكن لما لم يكن لهم ايمان لم يتمكنوا من التوبة ولهذا كانوا ملعونين، فقال حينئذ يوحنا: علمنا ما هو الايمان حبا في الله، أجاب يسوع: قد حان لنا أن نصلي صلاة الفجر، فنهضوا واغتسلوا وصلوا لإلهنا المبارك إلى الأبد .

الفصل التسعون

     فلما انتهت الصلاة اقترب تلاميذ يسوع اليه ففتح فاه وقال: اقترب يا يوحنا لأني اليوم سأجيبك عن كل ما سألت، الايمان خاتم يختم الله به مختاريه وهو خاتم أعطاه لرسوله الذي أخذ كل مختار الايمان على يديه فالايمان واحد كما ان الله واحد لذلك لما خلق الله قبل كل شيء رسوله وهبه قبل كل شيء الايمان الذي هو بمثابة صورة الله وكل ما صنع الله وما قال، فيرى المؤمن بايمانه كل شيء أجلى من رؤيته اياه بعينيه، لأن العينين قد تخطئان بل تكادان تخطئان على الدوام، أما الايمان فلن يخطئ لأن أساسه الله وكلمته، صدقني انه بالايمان يخلص كل مختاري الله، ومن المؤكد انه بدون ايمان لا يمكن لأحد أن يرضى الله، لذلك لا يحاول الشيطان أن يبطل الصوم والصلاة والصدقات والحج بل هو يحرض الكافرين عليها لأنه يسر أن يرى الانسان يشتغل بدون الحصول على اجرة، بل يحاول جهده بجد أن يبطل الايمان لذلك وجب بوجه أخص أن يحرص على الايمان بجد، وآمن طريقة لذلك أن تترك لفظة (لماذا) لأن (لماذا) أخرجت البشر من الفردوس وحولت الشيطان من ملاك جميل الى شيطان مريع، فقال يوحنا: كيف نترك (لماذا) وهي باب العلم؟، أجاب يسوع: بل (لماذا) هي باب الجحيم، فصمت يوحنا أما يسوع فزاد: متى علمت ان الله قال شيئا فمن أنت أيها الانسان حتى تتقعر(( لماذا قلت يا الله كذا لماذا فعلت كذا؟)) أيقول الاناء الخزفي لصانعه مثلا: لماذا صنعتني لأحوي ماءا لا لأحوي بلسما؟، الحق أقول لكم انه يجب في كل تجربة أن تتقووا بهذه الكلمة قائلين: إنما الله قال كذا ـ إنما الله فعل كذا ـ إنما الله يريد كذا ، لأنك إن فعلت هذا عشت في أمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارحب بالجميع فط راسلنى على البريد التالي :
nooral7q@gmail.com