بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 أبريل 2012

الجزء العاشر



الفصل الحادي والتسعون

     وحدث في هذا الزمن اضطراب عظيم في اليهودية كلها لأجل يسوع، لأن الجنود الرومانية أثارت بعمل الشيطان العبرانيين قائلين: ان يسوع هو الله قد جاء ليفتقدهم، فحدثت بسبب ذلك فتنة كبرى حتى ان اليهودية كلها تدججت بالسلاح مدة الاربعين يوما فقام الابن على الاب والاخ على الاخ، لأن فريقا قال: ( ان يسوع هو الله قد جاء الى العالم)، وقال فريق آخر: (كلا بل هو ابن الله) وقال آخرون: ( كلا لأنه ليس لله شبه بشري) ولذلك لا يلد بل ان يسوع الناصري نبي الله، وقد نشأ هذا عن الآيات العظيمة التي فعلها يسوع، فترتب على رئيس الكهنة تسكينا للشعب أن يركب في مركب لابسا ثيابه الكهنوتية واسم الله القدوس التتغراماتن على جبهته، وركب كذلك الحاكم بيلاطس وهيرودس، فاجتمع في مزبه على أثر ذلك ثلاثة جيوش كل منها مئتا ألف رجل متقلدي السيوف، فكلمهم هيرودس أما هم فلم يسكنوا، ثم تكلم الحاكم ورئيس الكهنة قائلين : أيها الاخوة إن هذه الفتنة إنما قد أثارها عمل الشيطان لأن يسوع حي واليه يجب أن نذهب ونسأله أن يقدم شهادة عن نفسه وأن نؤمن به بحسب كلمته، فسكن لهذا ثائرتهم كلهم ونزعوا سلاحهم وتعانقوا قائلا بعضهم لبعض ((اغفر أيها الأخ ))، فعقد في ذلك اليوم كل واحد النية أن يؤمن بيسوع بحسب ما سيقول، وقدم الحاكم ورئيس الكهنة جوائز كبرى لمن يأتي ويخبرهم أين يسوع.
الفصل الثاني والتسعون

     ففي هذا الزمن ذهبنا ويسوع الى جبل سينا عملا بكلمة الملاك الطاهر، وحفظ هناك يسوع الاربعين يوما مع تلاميذه، فلما انقضت اقترب يسوع من نهر الاردن ليذهب الى اورشليم، فرآه آحد الذين يؤمنون بأن يسوع هو الله فصرخ من ثم بأعظم سروره: ( إن إلهنا آت ) ، ولما بلغ المدينة أثارها كلها قائلا: ( إن إلهنا آت يا اورشليم تهيأي لقبوله ) وشهد أنه رأى يسوع على مقربة من الاردن، فخرج من المدينة كل أحد الصغير والكبير ليروا يسوع، حتى أصبحت المدينة خالية لأن النساء حملن أطفالهن على اذرعهن ونسين أن يأخذن معهن زادا للأكل، فلما علم بهذا الحاكم ورئيس الكهنة خرجا راكبين وارسلا رسول الى هيرودس، فخرج هو أيضا راكبا ليرى يسوع تسكينا لفتنة الشعب، فنشدوه يومين في البرية على مقربة من الاردن، وفي اليوم الثالث وجدوه وقت الظهيرة اذ كان يتطهر هو وتلاميذه للصلاة حسب كتاب موسى، فانذهل يسوع لما رأى الجم الغفير الذي غطى الارض بالقوم، وقال لتلاميذه: لعل الشيطان احدث فتنة في اليهودية، لينزع الله من الشيطان السيطرة التي له على الخطاة، ولما قال هذا اقترب الجمهور، فلما عرفوه أخذوا يصرخون: (( مرحبا بك يا إلهنا)) وأخذوا يسجدون له كما يسجدون لله، فتنفس يسوع الصعداء وقال: انصرفوا عني أيها المجانين لأني أخشى أن تفتح الارض فاها وتبتلعني ـ واياكم لكلامكم الممقوت، لذلك ارتاع الشعب وطفقوا يبكون.
                 
 
الفصل الثالث والتسعون

     حينئذ رفع يسوع يده ايماءا للصمت، وقال: انكم لقد ضللتم ضلالا عظيما أيها الاسرائيليون لأنكم دعوتموني إلهكم وأنا إنسان، وإني أخشى لهذا أن ينزل الله بالمدينة المقدسة وباءا شديدا مسلما اياها لاستعباد الغرباء، لعن الشيطان الذي أغراكم بهذا ألف لعنة، و لما قال يسوع هذا صفع وجهه بكلتا كفِّيه، فحدث على أثر ذلك نحيب شديد حتى لم يسمع أحد ما قال يسوع، فرفع من ثم يده مرة اخرى ايماءا للصمت، ولما هدأ نحيب القوم تكلم مرة اخرى: أشهد أمام السماء وأشهد كل شيء على الارض اني بريء من كل ما قد قلتم، لأني انسان مولود من امرأة فانية بشرية وعرضة لحكم الله مكابد شقاء الاكل والمنام وشقاء البرد والحر كسائر البشر، لذلك متى جاء الله ليدين يكون كلامي كحسام يخترق كل من يؤمن بأني أعظم من انسان، ولما قال يسوع هذا رأى كوكبة من الفرسان فعلم من ثم ان الوالي مع هيرودس ورئيس الكهنة كانوا قادمين، فقال يسوع: لعلهم هم قد صارواـ مجانين أيضا، فلما وصل الوالي مع هيرودس ورئيس الكهنة  الى هناك ترجلوا جميعا، وأحاطوا بيسوع حتى ان الجنود لم يتمكنوا من دفع الجمهور الذين كانوا يودون أن يسمعوا يسوع يكلم الكاهن، فاقترب يسوع من الكاهن باحترام ولكن هذا كان يريد أن يسجد ليسوع، فصرخ يسوع: حذار ما أنت فاعل يا كاهن الله الحي لا تخطئ الى الله، أجاب الكاهن: ان اليهودية اضطربت لآياتك وتعليمك حتى انهم يجاهرون بأنك أنت الله فاضطررت بسبب الشعب الى أن آتي الى هنا مع الوالي الروماني والملك هيرودس، فنرجوك من كل قلبنا أن ترضى بازالة الفتنة التي ثارت بسببك، لأن فريقا يقول انك الله وآخر انك ابن الله ويقول فريق انك نبي، أجاب يسوع: وأنت يا رئيس كهنة الله لماذا لم تخمد الفتنة؟ ، هل جننت أنت أيضا؟، هل أمست النبوات وشريعة الله نسيا منسيا أيتها اليهودية الشقية التي ضللها الشيطان؟

الفصل الرابع والتسعون

     ولما قال يسوع هذا عاد فقال: اني أشهد أمام السماء وأشهد كل ساكن على الارض اني بريء من كل ما قال الناس عني من اني أعظم من بشر، لأني بشر مولود من امرأة وعرضة لحكم الله أعيش كسائر البشر عرضة للشقاء العام، لعمر الله الذي تقف نفسي بحضرته انك أيها الكاهن قد أخطأت خطيئة عظيمة بالقول الذي قلته، ليلطف الله بهذه المدينة المقدسة حتى لا تحل بها نقمة عظيمة لهذه الخطيئة، فقال حينئذ الكاهن: ليغفر لنا الله أما أنت فصل لأجلنا، ثم قال الوالى وهيرودس: يا سيد انه لمن المحال أن يفعل بشر ما أنت تفعله فلذلك لا نفقه ما تقول، أجاب يسوع: ان ما تقوله لصدق ان الله يفعل صلاحا بالانسان كما ان الشيطان يفعل شرا، لأن الانسان بمثابة حانوت من يدخله برضاه يشتغل ويبيع فيه، ولكن قل لي أيها الوالي وأنت أيها الملك انتما تقولان هذا لأنكما أجنبيان عن شريعتنا لأنكما لو قرأتما العهد وميثاق إلهنا لرأيتما ان موسى حول بعصاه البحر دما، الغبار براغيث، والندى زوبعة، والنور ظلاما، أرسل الضفادع والجرذان على مصر فغطت الارض، وقتل الابكار وشق البحر وأغرق فيه فرعون، ولم أفعل شيئا من هذه، وكل يعترف بأن موسى إنما هو الآن رجل ميت ، أوقف يشوع الشمس وشق الأردن وهما ما لم أفعله حتى الآن ، وكل يعترف بأن يشوع إنما هو الآن رجل ميت ، وأنزل إيليا النار من السماء عيانا وأنزل المطر وهما مما لم أفعله، وكل يعترف بأن إيليا إنما هو بشر، كثيرون آخرون من الأنبياء والأطهار وأخلاء الله فعلوا بقوة الله أشياء لا تبلغ كنهها عقول الذين لا يعرفون إلهنا القدير الرحيم المبارك إلى الأبد .
                 
الفصل الخامس والتسعون

     وعليه فان الوالي والكاهن والملك توسلوا الى يسوع أن يرتقي مكانا مرتفعا ويكلم الشعب تسكينا لهم، حينئذ ارتقى يسوع أحد الحجارة الاثنى عشر التي أمر يشوع الاثني عشر سبطا أن يأخذوها من وسط الاردن عندما عبر اسرائيل من هناك دون ان تبتل احذيتهم، وقال بصوت عال: ليصعد كاهننا الى محل مرتفع حيث يتمكن من تحقيق كلامي، فصعد من ثم الكاهن الى هناك، فقال له يسوع بوضوح يتمكن كل واحد من سماعه: قد كتب في عهد الله الحي وميثاقه أن ليس لإلهنا بداية ولا يكون له نهاية ، أجاب الكاهن : لقد كتب هكذا هناك، فقال يسوع: انه كتب هناك أن إلهنا قد برأ كل شيء بكلمته فقط، فأجاب الكاهن: انه لكذلك، فقال يسوع: انه مكتوب هناك أن الله لا يرى وانه محجوب عن عقل الانسان لانه غير متجسد وغير مركب وغير متغير، فقال الكاهن: انه لكذلك حقا، فقال يسوع: انه مكتوب هناك كيف أن سماء السموات لا تسعه لإن إلهنا غير محدود ، فقال الكاهن : هكذا قال سليمان النبي يا يسوع، قال يسوع: إنه مكتوب هناك أن ليس لله حاجة لأنه لا يأكل ولا ينام ولا يعتريه نقص ، قال الكاهن : إنه لكذلك . قال يسوع : إنه مكتوب هناك إن إلهنا في كل مكان وإن لا إله سواه الذي يضرب ويشفي ويفعل كل ما يريد، قال الكاهن: هكذا كتب، حينئذ رفع يسوع يديه وقال: أيها الرب إلهنا هذا هو إيماني الذي آتي به إلى دينونتك شاهدا على كل من يؤمن بخلاف ذلك، ثم التفت الى الشعب وقال: توبوا لانكم تعرفون خطيئتكم من كل ما قال الكاهن انه مكتوب في سفر موسى عهد الله الى الابد، فاني بشر منظور وكتلة من طين تمشي على الارض وفان كسائر البشر، وانه كان لي بداية وسيكون لي نهاية واني لا أقدر أن ابتدع خلق ذبابة، حينئذ رفع الشعب أصواتهم باكين وقالوا: لقد أخطأنا اليك أيها الرب إلهنا فارحمنا، وتضرع كل منهم الى يسوع ليصلي لأجل أمن المدينة المقدسة لكيلا يدفعها الله في غضبه لتدوسها الامم، فرفع يسوع يديه وصلى لاجل المدينة المقدسة ولاجل شعب الله وكل يصرخ: ليكن كذلك آمين

الفصل السادس والتسعون

     ولما انتهت الصلاة قال الكاهن بصوت عال: قف يا يسوع لانه يجب علينا أن نعرف من أنت تسكينا لامتنا، أجاب يسوع: أنا يسوع بن مريم من نسل داود بشر سيموت ويخاف الله وأطلب أن لا يعطى الاكرام والمجد الا الله، أجاب الكاهن: انه مكتوب في كتاب موسى أن إلهنا سيرسل لنا مسيا الذي سيأتي ليخبرنا بما يريد الله وسيأتي للعالم برحمة الله، لذلك أرجوك أن تقول لنا الحق هل أنت مسيا الله الذي ننتظره؟، أجاب يسوع: حقا ان الله وعد هكذا ولكني لست هو لانه خلق قبلي وسيأتي بعدي، أجاب الكاهن: اننا نعتقد من كلامك وآياتك على كل حال انك نبي وقدوس الله، لذلك أرجوك باسم اليهودية كلها واسرائيل أن تفيدنا حبا في الله بأية كيفية سيأتي مسيا، أجاب يسوع: لعمر الله الذي تقف بحضرته نفسي اني لست مسيا الذي تنتظره كل قبائل الارض كما وعد الله أبانا ابراهيم قائلا: ((بنسلك أبارك كل قبائل الارض))، ولكن عندما يأخذني الله من العالم سيثير الشيطان مرة أخرى هذه الفتنة الملعونة بأن يحمل عادم التقوى على الاعتقاد بأني الله وابن الله، فيتنجس بسبب هذا كلامي وتعليمي حتى لا يكاد يبقى ثلاثون مؤمنا، حينئذ يرحم الله العالم ويرسل رسوله الذي خلق كل الاشياء لاجله، الذي سيأتي من الجنوب بقوة وسيبيد الاصنام وعبدة الاصنام، وسينتزع من الشيطان سلطته على البشر، وسيأتي برحمة الله لخلاص الذين يؤمنون به، وسيكون من يؤمن بكلامه مباركا.
                       
الفصل السابع والتسعون

     ومع أني لست مستحقا أن أحل سير حذائه قد نلت نعمة ورحمة من الله لأراه ، فأجاب حينئذ الكاهن مع الوالي والملك قائلين : لا تزعج نفسك يا يسوع قدوس الله لان هذه الفتنة لا تحدث في زمننا مرة أخرى، لاننا سنكتب الى مجلس الشيوخ الروماني المقدس باصدار أمر ملكي أن لا أحد يدعوك فيما بعد الله أو ابن الله، فقال حينئذ يسوع: ان كلامكم لا يعزيني لانه يأتي ظلام حيث ترجون النور، ولكن تعزيتي هي في مجيء الرسول الذي سيبيد كل رأي كاذب في وسيمتد دينه ويعم العالم بأسره لانه هكذا وعد الله أبانا ابراهيم، وان ما يعزيني هو أن لا نهاية لدينه لان الله سيحفظه صحيحا، أجاب الكاهن: أيأتي رسل آخرون بعد مجيء رسول الله؟ فأجاب يسوع: لا يأتي بعده أنبياء صادقون مرسلون من الله، ولكن يأتي عدد غفير من الانبياء الكذبة وهو ما يحزنني، لان الشيطان سيثيرهم بحكم الله العادل فيتسترون بدعوى انجيلي، أجاب هيرودس: كيف أن مجيء هؤلاء الكافرين يكون بحكم الله العادل؟، أجاب يسوع: من العدل أن من لا يؤمن بالحق لخلاصه يؤمن بالكذب للعنته لذلك أقول لكم أن العالم كان يمتهن الانبياء الصادقين دائما وأحب الكاذبين كما يشاهد في أيام ميشع وأرميا لان الشبيه يحب شبيهه، فقال حينئذ الكاهن: ماذا يسمى مسيا وما هي العلامة التي تعلن مجيئه؟، أجاب يسوع: ان اسم مسيا عجيب لان الله نفسه سماه لما خلق نفسه ووضعها في بهاء سماوي، قال الله((اصبر يا محمد لاني لاجلك أريد أن أخلق الجنة والعالم وجما غفيرا من الخلائق التي أهبها لك حتى أن من يباركك يكون مباركا ومن يلعنك يكون ملعونا، ومتى أرسلتك الى العالم أجعلك رسولى للخلاص وتكون كلمتك صادقة حتى أن السماء والارض تهنان ولكن ايمانك لا يهن أبدا))، ان اسمه المبارك محمد، حينئذ رفع الجمهور أصواتهم قائلين: يا الله أرسل لنا رسولك يا محمد تعال سريعا لخلاص العالم.
                      
الفصل الثامن والتسعون

     ولما قال هذا انصرف الجمهور مع الكاهن والوالي مع هيرودس و((هم)) يتحاجون في يسوع وتعليمه، لذلك رغب الكاهن الى الوالي أن يكتب بالامر كله الى رومية الى مجلس الشيوخ ففعل الوالي كذلك، لذلك تحنن مجلس الشيوخ على اسرائيل وأصدر أمرا أنه ينهى ويتوعد بالموت كل أحد يدعو يسوع الناصري نبي اليهود إلها أو ابن الله، فعلق هذا الأمر في الهيكل منقوشا على النحاس، وبعد أن انصرف الفريق الاكبر من الجمع بقي نحو خمسة آلاف رجل خلا النساء والاطفال، لم يتمكنوا من الانصراف كالآخرين لان السفر أعياهم ولانهم لبثوا يومين بدون خبز اذ كانوا لشدة تشوقهم لرؤية يسوع نسوا أن يحضروا معهم شيئا منه فكانوا يقتاتون بالعشب الاخضر، فلما رأى يسوع هذا أخذته الشفقة عليهم وقال لفيلبس: أين نجد خبزا لهم لكيلا يهلكون من الجوع؟، أجاب فيلبس: يا سيدي ان مئتي قطعة من الذهب لا تكفي لشراء ما يتبلغون به من الخبز، حينئذ قال اندراوس: هنا غلام معه خمس أرغفة وسمكتان ولكن ما عسى أن تكون بين هذا العدد الجم ؟، أجاب يسوع: أجلس الجمع، فجلسوا على العشب خمسين خمسين وأربعين أربعين، حينئذ قال يسوع: باسم الله، وأخذ الخبز وصلى لله ثم كسر الخبز وأعطاه للتلاميذ والتلاميذ أعطوه للجمع، وفعلوا كذلك بالسمكتين، فأكلوا كلهم وشبعوا، حينئذ قال يسوع: اجمعوا الباقي، فجمع التلاميذ تلك الكسر فملأت اثنتي عشر قفة، حينئذ وضع كل أحد يده على عينيه قائلا: أمستيقظ أنا أم حالم؟، ولبثوا جميعهم مدة ساعة كأنهم مجانين بسبب الآية العظمى، ثم بعد ان شكر يسوع لله صرفهم، الا اثنين وسبعين رجلا لم يشاءوا أن يتركوه، فلما رأى يسوع ايمانهم اختارهم تلاميذ.

الفصل التاسع والتسعون

     ولما خلا يسوع بكهف في البرية في تيرو على مقربة من الاردن دعا الاثنين والسبعين مع الاثني عشر، وبعد أن جلس على حجر أجلسهم بجانبه وفتح فاه متنفسا الصعداء وقال: لقد رأينا اليوم اثما عظيما في اليهودية وفي اسرائيل وهو اثم يخفق له قلبي في صدري من خشية الله، الحق أقول لكم أن الله غيور على كرامته ويحب اسرائيل كعاشق، وانتم تعلمون أنه متى كلف شاب بامرأة لا تحبه بل تحب آخر ثار حنقه وقتل نده، اني أقول لكم هكذا يفعل الله، لانه عندما أحب اسرائيل شيئا بسببه نسي الله أبطل الله ذلك الشيء، أي شيء أحب الى الله هنا على الارض من الكهنوت والهيكل المقدس؟، ومع هذا لما نسي الشعب الله في زمن أرميا النبي وفاخروا بالهيكل فقط اذ لم يكن له نظير في العالم كله أثار الله غضبه بواسطة نبوخذ نصر ملك بابل ومكَّنه وجيشه من المدينة المقدسة فأحرقها وأحرق الهيكل المقدس، حتى أن الاشياء المقدسة التي كان أنبياء الله يرتجفون من مسها ديست تحت أقدام الكفار المملوئين اثما، وأحب ابراهيم ابنه اسماعيل أكثر قليلا مما ينبغي لذلك أمر الله ابراهيم أن يذبح ابنه ليقتل المحبة الاثيمة في قلبه وهو أمر كان فعله لو قطعت المدية، وأحب داود ابشالوم حبا شديدا لذلك سمح الله أن يثور الابن على ابيه فتعلق بشعره وقتله أيوب، ما أرهب حكم الله ان ابشالوم أحب شعره اكثر من كل شيء فتحول حبلا علق به، وأوشك أيوب البر أن يفرط في حب أبنائه السبعة وبناته الثلاث فدفعه الله الى يد الشيطان فلم يأخذ منه أبناءه وثروته في يوم واحد فقط بل ضربه أيضا بداء عضال حتى كانت الديدان تخرج من جسده مدة سبع سنين، وأحب أبونا يعقوب ابنه يوسف أكثر من أبنائه الآخرين لذلك قضى الله ببيعه وجعل يعقوب يخدع من هؤلاء الأبناء أنفسهم حتى أنه صدّق أن الوحش افترس ابنه فلبث عشر سنوات نائحا.
                               
الفصل المئة

     لعمر الله أيها الاخوان اني أخشى أن يغضب الله عليّ، لذلك وجب عليكم أن تسيروا في اليهودية واسرائيل مبشرين بالحق أسباط اسرائيل الاثني عشر حتى ينكشف الخداع عنهم، فأجاب التلاميذ خائفين باكين: اننا لفاعلون كل ما تأمرنا به، فقال حينئذ يسوع: لنصل ولنصم ثلاثة أيام ومن الآن فصاعدا لنصل لله ثلاث مرات متى لاح النجم الاول كل ليلة اذ نؤدي الصلاة لله طالبين منه الرحمة ثلاث مرات لان خطيئة اسرائيل تزيد على الخطايا الاخرى ثلاثة أضعاف، أجاب التلاميذ: ليكن كذلك، فلما انتهى اليوم الثالث دعا يسوع في صباح اليوم الرابع كل التلاميذ والرسل وقال لهم: يكفي أن يمكث معي برنابا ويوحنا، أما أنتم فجوبوا بلاد السامرة واليهودية واسرائيل كلها مبشرين بالتوبة لان الفأس موضوعة على مقرب من الشجرة لتقطعها، وصلوا على المرضى لان الله قد سلطني على كل مرض، حينئذ قال من يكتب: يا معلم اذا سئل تلاميذك عن الطريقة التي يجب بها اظهار التوبة فبماذا يجيبون؟، أجاب يسوع: اذا أضاع رجل كيسا أيدير عينيه ليراه أو يده ليأخذه أو لسانه ليسأل فقط؟ كلا ثم كلا يلتفت بكل جسمه ويستعمل كل قوة في نفسه ليجده، أصحيح هذا؟ ، فأجاب الذي يكتب: انه لصحيح كل الصحة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارحب بالجميع فط راسلنى على البريد التالي :
nooral7q@gmail.com