بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 أبريل 2012

الجزء التاسع عشر




الفصل الحادي والثمانون بعد المئة

     أجاب يسوع: لقد قلت حسنا أيها الأخ، فقل لي من خلق الانسان من لا شيء؟، من المؤكد أنه هو الله الذي وهبه العالم برمته لمنفعته، ولكن الانسان قد صرفه كله بارتكاب الخطيئة، لانه بسبب الخطيئة انقلب العالم ضدا للانسان، وليس للانسان في شقائه شيء يعطيه لله سوى أعمال أفسدتها الخطيئة، لأنه بارتكابه الخطيئة كل يوم يفسد عمله، لذلك يقول أشعيا النبي: (ان برنا هو كخرقة حائض)، فكيف يكون للانسان استحقاق وهو غير قادر على الترضية؟، لعل الانسان لا يخطئ؟، من المؤكد إن إلهنا يقول على لسان نبيه داود: ( إن الصدّيق يسقط سبع مرات في اليوم)، فكم يسقط الفاجر اذا؟، واذا كان برنا فاسدا فكم يكون فجورنا ممقوتا؟، لعمر الله انه لا يوجد شيء يجب على الانسان الاعراض عنه كهذا القول((اني استحق))، ليعرف الانسان أيها الأخ عمل يديه فيرى توا استحقاقه، حقا ان كل عمل صالح يصدر عن الانسان لا يفعله الانسان بل إنما يفعله الله فيه، لأن وجوده من الله الذي خلقه، أما ما يفعله الانسان فهو أن يخالف خالقه ويرتكب الخطيئة التي لا يستحق عليها جزاءا بل عذابا.

الفصل الثاني والثمانون بعد المئة

     لم يخلق الله الانسان كما قلت فقط بل خلقه كاملا، ولقد أعطاه ملاكين ليحرساه، وبعث له الانبياء، ومنحه الشريعة، ومنحه الايمان، وينقذه كل دقيقة من الشيطان، ويريد أن يهبه الجنة، بل أكثر من ذلك فإن الله يريد ان يعطى نفسه للانسان، فتأملوا اذا كان الدين عظيما، فلمحو هذه وجب عليكم أن تكونوا أنتم قد خلقتم الانسان من العدم، وأن تكونوا قد خلقتم أنبياء بعدد ما بعث الله مع ( خلق ) عالم وجنة، بل أكثر من ذلك مع خلق إله عظيم وجواد كإلهنا ، وأن تهبوها برمتها لله، فبهذا يمحى الدين ويبقى عليكم فرض تقديم الشكر لله فقط، ولكن لما كنتم غير قادرين على خلق ذبابة واحدة ولما كان لا يوجد إلا إله واحد وهو سيد كل الاشياء فكيف تقدرون أن تمحوا دينكم؟، حقا ان أقرضكم أحد مئة قطعة من الذهب وجب عليكم أن تردوا مئة قطعة من الذهب، وعليه فان معنى هذا أيها الاخ هو أنه لما كان الله سيد الجنة وكل شيء يقدر أن يقول كل ما يشاء ويهب كل ما يشاء، لذلك لما قال لابراهيم: (اني أكون جزاءك العظيم) لم يقدر ابراهيم أن يقول(الله جزائي)بل(الله هبتي وديني)، لذلك يجب عليك أيها الاخ عندما تخطب في الشعب أن تفسر هذه الآية هكذا: (ان الله يهب الانسان كذا وكذا من الاشياء اذا عمل الانسان حسنا، متى كلمك الله أيها الانسان وقال: (انك يا عبدي قد عملت حسنا حبا فيّ فأي جزاء تطلبه مني أنا إلهك ؟ ) ، فأجب أنت : ( لما كنت يا رب عمل يديك فلا يليق أن يكون فيّ خطيئة وهو ما يحبه الشيطان ، فارحم يا رب لأجل مجدك أعمال يديك، فاذا قال الله: (قد عفوت عنك وأريد الآن أن أجزيك) فأجب: (يا رب أنا أستحق العقوبة لما فعلته وأنت تستحق لما فعلته أن تمجد فعاقبني يا رب على ما فعلت وخلِّص ما قد صنعت)، فاذا قال الله: (ما هو العقاب الذي تراه معادلا لخطيئتك؟) فأجب أنت: (يا رب بقدر ما سيكابده كل المنبوذين)، فاذا قال الله: (لما تطلب يا عبدي الأمين عقوبة عظيمة كهذه؟) فأجب أنت: (لو أخذ كل منهم على قدر ما أخذت لكانوا أشد اخلاصا مني في خدمتك)، فاذا قال الله: (متى تريد أن تصيبك هذه العقوبة وكم تكون مدتها؟) فأجب أنت: (الآن والى غير نهاية)، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن رجلا كهذا يكون مرضيا لله أكثر من كل ملائكتة الأطهار، لأن الله يحب الاتضاع الحقيقي ويكره الكبرياء؟، حينئذ شكر الكاتب يسوع وقال له: يا سيدي لنذهب الى بيت خادمك لأن خادمك يقدم لك وللتلاميذ طعاما، فأجاب يسوع: اني أذهب الآن الى هناك متى وعدتني أن تدعوني أخا لا سيدا وتقول أنك أخي لا خادمي فوعد الرجل وذهب يسوع الى بيته.

الفصل الثالث والثمانون بعد المئة

     وبينما كانوا جالسين على الطعام قال الكاتب: يا معلم قلت أن الله يحب الاتضاع الحقيقي، فقل لنا ماهو وكيف يكون حقيقيا أو كذبا أجاب يسوع: الحق أقول لكم أن من لا يصير كطفل صغير لا يدخل ملكوت السماء، تعجب كل أحد لسماع هذا، وقال كل للاخر: كيف يمكن لمن كان ابن ثلاثين وأربعين سنة أن يصير ولدا؟ حقا ان هذا لقول عويص، أجاب يسوع: لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن كلامي لحق، اني قلت لكم أنه يجب على الانسان أن يصير كطفل صغير لأن هذا هو الاتضاع الحقيقي، فانكم لو سألتم ولدا صغيرا : (من صنع ثيابك) يجيب(أبي)، واذا سألتموه(لمن البيت الذي هو فيه؟) يقول(بيت أبي)، واذا سألتموه(من يعطيك لتأكل؟) يجيب: (أبي)، واذا قلتم: (من علمك المشي والتكلم؟) يجيب: (أبي)، ولكن اذا قلتم له: (من شجّ جبهتك فإن جبهتك معصوبه؟) يجيب: (سقطت فشججت رأسي)، واذا قلتم له: (فلماذا وقعت؟) يجيب: (ألا ترون أني صغير حتى لا قوة لي على المشي والاسراع كالبالغ حتى أنه يجب أن يأخذ أبي بيدي اذا كنت أمشي بثبات قدم، ولكن تركني أبي هنيهة لأتعلم المشي جيدا فأحببت أن أسرع فسقطت)، واذا قلتم: (وماذا قال أبوك؟) يجيب: (لماذا لم تمش ببطء أنظر أن لا تترك في المستقبل جانبي).
            
 
الفصل الرابع والثمانون بعد المئة

     قال يسوع: قولوا لي أهذا صحيح؟، فأجاب التلاميذ والكاتب: انه لصحيح كل الصحة، فقال حينئذ يسوع: ان من يشهد بالله باخلاص قلب أن الله منشئ كل صلاح وأنه هو نفسه منشئ الخطيئة يكون متضعا، ولكن من يتكلم بلسانه كما يتكلم الولد ويناقضه بالعمل فهو بالتأكيد ذو تواضع كاذب وكبرياء حقيقية، ان الكبرياء تكون في أوجها متى استخدمت الاشياء الوضعية لكيلا توبخها الناس وتمتهنها، فالاتضاع الحقيقي هو مسكنة النفس التي يعرف بها الإنسان نفسه بالحقيقة ، ولكن الصفة الكاذبة إنما هي ضبابة من الجحيم تجعل بصيرة النفس مظلمة بحيث ينسب الانسان إلى الله ما يجب عليه أن ينسبه إلى نفسه ، وعليه فإن الرجل ذا الاتضاع الكاذب يقول أنه متوغل في الخطيئة ولكن اذا قال له أحد أنه خاطئ ثار حنقه عليه واضطهده، ذو الاتضاع الكاذب يقول أن الله أعطاه كل ماله ولكنه هو من جهة لم ينعس بل عمل أعمالا صالحة، فقولوا لي أيها الاخوة كيف يسير فريسيو الزمن الحاضر؟، أجاب الكاتب باكيا: يا معلم ان لفريسيي الزمن الحاضر ثياب الفريسيين واسمهم وما في قلوبهم وأعمالهم سوى كنعانيين، ويا ليتهم لم يغتصبوا اسما كهذا فانهم حينئذ لا يخدعون البسطاء، أيها الزمن القديم كم عاملتنا بقسوة اذ أخذت منا الفريسيين الحقيقيين وتركت لنا الكاذبين.
      
الفصل الخامس والثمانون بعد المئة

     أجاب يسوع: أيها الأخ ليس الزمن هو الذي فعل هذا بل بالحري العالم الشرير، لأن خدمة الله بالحق تمكن في كل زمن، ولكن الناس يصيرون   أرد ياء بالاختلاط بالعالم أي بالعوائد الرديئة في كل زمن، الا تعلم أن جحيزي خادم اليسع النبي لما كذب وأورث سيده الخجل أخذ نقود نعمان السرياني وثوبه، ومع ذلك كان لأليسع عدد وافر من الفريسيين جعله الله يتنبأ لهم، الحق أقول لك أنه قد بلغ من ميل الناس لعمل الشر ومن اغراء العالم لهم بذلك ومن اغواء الشيطان اياهم على الشر مبلغا يعرض معه فريسيو الزمن الحاضر عن كل عمل صالح وكل قدوة طاهرة، وان لفي مثال جحيزي كفاية لهم ليكونوا منبوذين من الله، أجاب الكاتب: ان ذلك لصحيح، فقال من ثم يسوع: أريد أن تقص علي مثال حجي وهوشع نبي الله لنرى الفريسي الحقيقي، أجاب الكاتب: ماذا أقول يا معلم حقا ان كثيرين لا يصدقون مع أنه مكتوب في دانيال النبي ولكن اطاعة لك أقص الحقيقة، ] كان حجي ابن خمس عشرة سنة عندما خرج من عند أناثوث ليخدم عوبديا النبي بعد أن باع ارثه ووهبه للفقراء، أما عوبديا الشيخ الذي عرف اتضاع حجي فاستعمله بمثابة كتاب يعلم به تلاميذه، فلذلك كان يكثر من تقديم الأثواب والأطعمة الفاخرة له، ولكن حجي كان دائما يرد الرسول قائلا: (اذهب وعد الى البيت لأنك قد ارتكبت خطأ، أفيرسل لي عوبديا أشياء كهذه ؟، لا البتة لأنه يعرف أني لا أصلح لشيء بل إنما أرتكب الخطيئة)، ومتى كان عند عوبديا شيء رديء أعطاه لمن ولي حجي لكي يراه فكان اذا رآه حجي يقول في نفسه: ( ها هو ذا عوبديا قد نسيني بلا ريب لأن هذا الشيء لا يصلح الا لي لأني شر من الجميع، ومهما كان الشيء رديئا فمتى أخذته من عوبديا الذي منحني الله اياه على يديه صار كنزا).
     
 
الفصل السادس والثمانون بعد المئة

     ومتى أراد عوبديا أن يعلم أحدا كيف يصلي دعا حجي وقال: اتل الآن صلاتك ليسمع كل أحد كلامك، فيقول حجي: (أيها الرب إله إسرائيل أنظر الى عبدك الذي يدعوك لأنك قد خلقته، أيها الرب الإله البار أذكر برك وقاص خطايا عبدك لكي لا أنجس عملك، أبي وإلهي إني لا أقدر أن أسألك المسرات التي تهبها لعبيدك المخلصين لأني لا أفعل شيئا الا الخطايا، فاذا أنزلت يا رب بأحد عبيدك سقما فاذكرني أنا)، ثم قال الكاتب وكان متى فعل حجي هذا أحبه الله حتى أن الله كان يعطي النبوة لكل من وقف بجانبه، ولم يكن حجي يطلب شيئا فيمنعه الله عنه.

الفصل السابع والثمانون بعد المئة

     ولما قال الكاتب الصالح هذا بكى كما يبكي النوتي اذا رأى سفينته قد تحطمت وقال: كان هوشع لما ذهب ليخدم الله أميرا لسبط نفتالي وكان له من العمر أربع عشرة سنة، وبعد أن باع ارثه ووهبه الفقراء ذهب ليكون تلميذا لحجي، وكان هوشع مشغوفا بالصدقة حتى أنه كلما طلب منه شيء يقول: (أيها الأخ ان الله منحني هذا لك فاقبله)، فلم يبق له لهذا السبب سوى ثوبين فقط أي صدرة من مسح ورداء من جلد، وكان قد باع كما قلت ارثه وأعطاه للفقراء لأنه بدون هذا لايجوز لأحد أن يسمى فريسيا، وكان عند هوشع كتاب موسى وكان يطالعه برغبة شديدة، فقال له حجي يوما ما: (من أخذ منك كل مالك؟)، أجاب: (كتاب موسى)، وحدث أن تلميذ أحد الأنبياء المجاورين أحب أن يذهب الى أورشليم ولم يكن له رداء، فلما سمع بتصدق هوشع ذهب ليراه وقال له: (أيها الأخ اني أريد أن أذهب الى أورشليم لأقوم بتقديم ذبيحة لإلهنا ولكن ليس لي رداء فلا أدري ماذا أفعل)، فلما سمع هوشع قال: (عفوا أيها الأخ فاني قد ارتكبت خطيئة عظيمة اليك، لان الله قد أعطاني رداءا لكي أعطيك اياه فنسيت، فاقبله الآن وصل الى الله لأجلي)، فصدّق الرجل هذا وقبل رداء هوشع وانصرف، ولما ذهب هوشع الى بيت حجي قال حجي: (من أخذ رداءك؟) أجاب هوشع: (كتاب موسى)، فسّر حجي كثيرا من سماع هذا لأنه أدرك صلاح هوشع، وحدث أن اللصوص سلبوا فقيرا وتركوه عريانا، فلما رآه هوشع نزع صدرته وأعطاها للعريان ولم يبق له سوى فرصة صغيرة من جلد الماعز على سوأته، فلما لم يأت الى حجي ظن حجي الصالح أن هوشع مريض، فذهب مع تلميذين ليراه فوجده ملفوفا بأوراق من النخل، فقال حينئذ حجي: ( قل لي الآن لماذا لم تزرني؟)، أجاب هوشع: (ان كتاب موسى قد أخذ صدرتي فخشيت أن آتي الى هناك بدون صدرة)، فأعطاه هناك حجي صدرة أخرى، وحدث أن شابا رأى هوشع يطالع كتاب موسى فبكى وقال: (أنا أيضا أود القراءة لو كان لي كتاب)، فلما سمع هوشع هذا أعطاه الكتاب قائلا: (أيها الأخ ان هذا الكتاب لك لأن الله أعطاني اياه لكي أعطيه من يرغب في كتاب باكيا)، فصدّقه الرجل وأخذ الكتاب).
            
الفصل الثامن والثمانون بعد المئة

     وكان تلميذ لحجي على مقربة من هوشع، فأراد أن يرى هل كان كتابه مكتوبا صحيحا، فذهب ليزوره وقال له: (أيها الأخ خذ كتابك ولننظر هل هو مطابق لكتابي؟)، فأجاب هوشع: (لقد أخذ مني)، فقال التلميذ: ( من أخذه منك؟)، أجاب هوشع: (كتاب موسى)، فلما سمع الآخر هذا ذهب الى حجي وقال له: (ان هوشع قد جنّ لانه يقول أن كتاب موسى قد اخذ منه كتاب موسى)، أجاب حجي: (يا ليتني كنت مجنونا مثله وكان كل المجانين نظير هوشع)، وشن لصوص سوريا الغارة على أرض اليهودية، فأسروا ابن أرملة فقيرة كانت تسكن على مقربة من جبل الكرمل حيث كان الأنبياء والفريسيون يقيمون، فاتفق حينئذ أن هوشع كان ذاهبا ليقطع حطبا فالتقى بالمرأة وهي باكية، فشرع من ثم يبكي حالا، لأنه كان متى رأى ضاحكا ضحك ومتى رأى باكيا بكى، فسأله حينئذ هوشع المرأة عن سبب بكائها فأخبرته بكل شيء، فقال حينئذ هوشع: (تعالي أيتها الأخت لأن الله يريد أن يعطيك ابنك)، فذهبا كلاهما الى جرون حيث باع هوشع نفسه وأعطى النقود للأرملة التي لم تعلم كيف حصل عليها فقبلتها وافتدت ابنها، والذي اشترى هوشع أخذه الى أورشليم حيث كان له منزل وهو لا يعرف هوشع، فلما رأى حجي أنه لا يمكن العثور على هوشع لبث كاسف البال، فأخبره من ثم ملاك الله كيف أنه قد أخذ عبدا الى أورشليم، فلما علم هذا حجي الصالح بكى لبعاد هوشع كما تبكي الأم لبعاد ابنها، وبعد أن دعا تلميذين ذهب الى أورشليم، فصادف بمشيئة الله عند مدخل المدينة هوشع وكان محملا خبزا ليأخذه الى الفعلة في كرم سيده، فلما استبانه حجي قال: (يا بني كيف هجرت أباك الشيخ الذي ينشدك نائحا؟)، أجاب هوشع: (يا أبتاه لقد شريت)، فقال حينئذ حجي بحنق: (من هو ذلك الرديء الذي باعك؟)، فأجاب هوشع: (غُفر لك يا أبتاه لان الذي باعني صالح بحيث لو لم يكن في العالم لما صار أحد طاهرا)، فقال حجي: (فمن هو اذا)، أجاب هوشع: (انه كتاب موسى يا أبتاه)، فوقف حينئذ حجي الصالح كمن فقد عقله وقال: (ليت كتاب موسى يبيعني انا أيضا مع أولادي كما باعك!)، وذهب حجي مع هوشع الى بيت سيده الذي قال لما رأى حجي: (تبارك إلهنا الذي أرسل نبيه الى بيتي) وأسرع ليقبل يده، فقال حينئذ حجي: (قبل أيها الأخ يد عبدك الذي ابتعته لانه خير مني)، وأخبره بكل ما جرى، فمن ثم أعتق السيد هوشع[ (ثم قال الكاتب)، وهذا كل ما تبتغي أيها المعلم.

الفصل التاسع والثمانون بعد المئة

     فقال حينئذ يسوع: ان هذا لصدق لان الله قد أكده لي، ولتقف الشمس ولا تتحرك برهة اثنتي عشر ساعة! لكي يؤمن كل أحد أن هذا صدق، وهكذا حدث فأفضى الى هلع أورشليم واليهودية كلها، وقال يسوع للكاتب: ماذا عساك أن تطلب مني أيها الاخ وعندك مثل هذه المعرفة، لعمر الله ان في هذا كفاية لخلاص الانسان لان اتضاع حجي وتصدق هوشع يكملان العمل بالشريعة برمتها و(كتب) الأنبياء برمتها، قل لي أيها الاخ أخطر في بالك لما أتيت لتسألني في الهيكل أن الله قد بعثني لأبيد الشريعة والأنبياء؟، من المؤكد أن الله لا يفعل هذا لانه غير متغير، فان ما فرضه الله طريقا لخلاص الإنسان هو ما أمر الانبياء بالقول به، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته لو لم يفسد كتاب موسى مع كتاب أبينا  داود بالتقاليد البشرية للفريسيين الكذبة والفقهاء لما أعطاني الله كلمته، ولكن لماذا أتكلم عن كتاب موسى وكتاب داود؟، فقد فسدت كل نبوة حتى أنه لا يطلب اليوم شيء لان الله أمر به بل ينظر الناس اذا كان الفقهاء يقولون به والفريسيون يحفظونه كأن الله على ضلال والبشر لا يضلون، فويل لهذا الجيل الكافر لانهم سيحملون تبعة دم كل نبي وصدّيق مع دم زكريا بن برخيا الذي قتلوه بين الهيكل والمذبح، أي نبي لم يضطهدوه؟، أي صدّيق تركوه يموت حتف أنفه؟، لم يكادوا يتركوا واحدا، وهم يطلبون الآن أن يقتلوني، يفاخرون بأنهم أبناء ابراهيم وان لهم الهيكل الجميل ملكا، لعمر الله انهم أولاد الشيطان فلذلك ينفذون ارادته، ولذلك سيتهدم الهيكل مع المدينة المقدسة تهدما لا يبقى معه حجر على حجر من الهيكل.

الفصل التسعون بعد المئة

     قل لي أيها الأخ وأنت الفقيه المتضلع من الشريعة بأي ضُرِب موعد مسيا لابينا ابراهيم؟ أباسحاق أم باسماعيل؟، أجاب الكاتب: يا معلم أخشى أن أخبرك عن هذا بسبب عقاب الموت، حينئذ قال يسوع: اني آسف أيها الأخ اني أتيت لآكل خبزا في بيتك لانك تحب هذه الحياة الحاضرة أكثر من الله خالقك، ولهذا السبب تخشى أن تخسر حياتك ولكن لا تخشى أن تخسر الايمان والحياة الابدية التي تضيع متى تكلم اللسان عكس ما يعرف القلب من شريعة الله، حينئذ بكى الكاتب الصالح وقال: يا معلم لو عرفت كيف أثمر لكنت قد بشرت مرارا كثيرة بما أعرضت عن ذكره لئلا يحصل شغب في الشعب، أجاب يسوع: يجب عليك أن لا تحترم الشعب ولا العالم كله ولا الاطهار كلهم ولا الملائكة كلهم اذا أغضبوا الله، فخيرا أن يهلك(العالم) كله من أن تغضب الله خالقك، ولا تحفظه في الخطيئة، لان الخطيئة تهلك ولا تحفظ، أما الله فقدير على خلق عوالم عدد رمال البحر بل أكثر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارحب بالجميع فط راسلنى على البريد التالي :
nooral7q@gmail.com