بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 أبريل 2012

الجزء الثالث عشر


الفصل الحادي والعشرون بعد المئة

     اذا سجن حاكم مسجونا يمتحنه والمسجل يسجل قولوا لي كيف يتكلم رجل كهذا، أجاب التلاميذ: انه يتكلم بخوف وفي الموضوع حتى لا يجعل نفسه مظنة للتهمة ويكون على حذر من أن يقول شيئا يكدر الحاكم بل يحاول أن يقول شيئا يكون باعثا على اطلاقه، حينئذ أجاب يسوع: هذا ما يجب اذن على التائب عمله لكي لا يخسر نفسه، لأن الله أعطى لكل انسان ملاكين مسجلين أحدهما لتدوين الخير الذي يعمله الانسان والآخر لتدوين الشر، فاذا أحب الانسان ان ينال رحمة أن يقيس كلامه بأدق مما يقاس به الذهب.
         
        

الفصل الثاني والعشرون بعد المئة

     أما البخل فيجب تحويله الى تصدق، الحق أقول لكم أنه كما أن غاية الشاقول المركز كذلك الجحيم غاية البخيل، لأنه من المحال أن ينال البخيل خيرا في الجنة، أتعلمون لماذا؟، اني مخبركم، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن البخيل وان كان لسانه صامتا ليقول بأعماله: ((لا إله غيري))، لأنه يصرف كل ماله على ملذته الخاصة غير ناظر إلى بدايته أو نهايته فإنه ولد عريا ومتى مات ترك كل شيء، الا فقولوا لي اذا أعطاكم هيرودس بستانا لتحفظوه وأحببتم أن تتصرفوا فيه كأنكم أصحاب الملك فلا ترسلون ثمرا منه لهيرودس ومتى أرسل هيرودس يطلب ثمرا طردتم رسله قولوا لي ألا تكونون بذلك قد جعلتم أنفسكم ملوكا على البستان؟، بلى البتة، فأقول لكم انه هكذا يجعل البخيل نفسه إلها على الثروة التي وهبها اياه الله، البخل هو عطش الحس الذي لما فقد الله بالخطيئة لأنه يعيش بالملذة ولما لم يعد قادرا على الابتهاج بالله المتحجب عنه أحاط نفسه بالأشياء العالمية التي يحسبها خيره، وكلما رأى نفسه محروما من الله ازداد قوة، وهكذا فان تجدد الخاطئ إنما هو من الله الذي ينعم عليه فيتوب كما قال أبونا داود هذا التغير يأتي من يمين الله، ومن الضروري أن أفيدكم من أي نوع هو الإنسان إذا كنتم تريدون أن تعلموا كيف يجب فعل التوبة، ولنشكر اليوم الله الذي وهبنا نعمة لابلغ ارادته بكلمتي، ثم رفع يديه وصلى قائلا: أيها الرب الإله القدير الرحيم الذي خلقتنا نحن عبيدك برحمة ومنحتنا مرتبة البشر ودين رسولك الحقيقي، اننا نشكرك على كل انعاماتك، ونود أن نعبدك وحدك كل أيام حياتنا، نادبين خطايانا، مصلين ومتصدقين، صائمين ومطالعين كلمتك، مثقفين الذين يجهلون مشيئتك، مكابدين الآلام من العالم حبا فيك، وباذلين نفسنا للموت خدمة لك، فنجنا أنت يا رب من الشيطان ومن الجسد ومن العالم، كما نجيت مصطفاك اكراما لنفسك واكراما لرسولك الذي لاجله خلقتنا واكراما لكل قديسيك وأنبيائك فكان يجيب التلاميذ دائما: ليكن كذلك ليكن كذلك يا رب ليكن كذلك أيها الإله الرحيم .
                
الفصل الثالث والعشرون بعد المئة

     فلما كان صباح الجمعة جمع يسوع تلاميذه باكرا بعد الصلاة، وقال لهم: لنجلس لأنه كما أنه في مثل هذا اليوم خلق الله الانسان من طين الأرض هكذا أفيدكم أي شيء هو الانسان ان شاء الله، فلما جلسوا عاد يسوع فقال: إن إلهنا لأجل أن يظهر لخلائقه جوده ورحمته وقدرته على كل شيء مع كرمه وعدله صنع مركبا من أربعة أشياء متضاربة ووحدها في شبح واحد نهائي هو الانسان وهي التراب والهواء والماء والنار ليعدل كل منهما ضده، وصنع من هذه الأشياء الأربعة اناء وهو جسد الانسان من لحم وعظام ودم ونخاع وجلد مع أعصاب وأوردة وسائر أجزائه الباطنية، ووضع الله فيه النفس والحس بمثابة يدين لهذه الحياة، وجعل مثوى الحس في كل جزء من الجسد لأنه انتشر هناك كالزيت، وجعل مثوى النفس القلب حيث تتحد مع الحس فتتسلط على الحياة كلها، فبعد أن خلق الله الانسان هكذا وضع فيه نورا يسمى العقل ليوحد الجسد والحس والنفس لمقصد واحد وهو العمل لخدمة الله، فلما وضع هذه الصنيعة في الجنة وأغرى الحس العقل بعمل الشيطان فقد الجسد راحته وفقد الحس المسرة التي يحيا بها وفقدت النفس جمالها، فلما وقع الانسان في هذه الورطة وكان الحس الذي لا يطمئن في العمل بل يطلب المسرة غير مكبوحة الجماح بالعقل اتبع النور الذي تظهره له العينان، ولما كانت العينان لا تبصران شيئا غير الباطل خدع نفسه واختار الأشياء الارضية فاخطا، لذلك وجب برحمة الله أن ينور عقل الانسان من جديد ليعرف الخير من الشر والمسرة الحقيقية، فمتى عرف الخاطئ ذلك تحول الى التوبة، لذلك أقول لكم حقا أنه اذا لم ينور الله ربنا قلب الانسان فان تعقل البشر لا يجدي، أجاب يوحنا: اذا ما هي الجدوى من كلام الانسان؟، فأجاب يسوع: الانسان من حيث هو انسان لا يفلح في تحويل انسان الى التوبة، أما الانسان من حيث هو وسيلة يستعملها الله فهو يجدد الانسان، ولما كان الله يعمل في الانسان بطريقة خفية لخلاص البشر وجب على المرء أن يصغي لكل انسان حتى يقبل من بين الجميع ذلك الذي يكلمنا به الله، أجاب يعقوب: يا معلم لو فرضنا أن أتى نبي دعي ومعلم كذاب مدعيا أنه يهذبنا فماذا يجب أن نفعل؟

الفصل الرابع والعشرون بعد المئة

     أجاب يسوع بمثل: يذهب رجل ليصطاد بشبكة فيمسك فيها سمكا كثيرا والردئ منه يطرحه، ذهب رجل ليزرع وإنما الحبة التي تقع على أرض صالحة هي التي تحمل بذورا، فهكذا يجب عليكم أن تفعلوا مصغين الى الجميع وقابلين الحق فقط لأن الحق وحده يحمل ثمرا للحياة الابدية، فأجاب حينئذ أندراوس: ولكن كيف يعرف الحق؟، أجاب يسوع: كل ما ينطبق على كتاب موسى فهو حق فاقبلوه، لانه لما كان الله واحدا كان الحق واحدا، فينتج من ذلك أن التعليم واحد وان معنى التعليم واحد فالايمان اذا واحد، الحق أقول لكم أنه لو لم يمح الحق من كتاب موسى لما أعطى الله داود أبانا الكتاب الثاني، ولو لم يفسد كتاب داود لم يعهد الله بانجيله إلي لأن إلهنا غير متغير ولقد نطق رسالة واحده لكل البشر، فمتى جاء رسول الله يجيء ليطهر كل ما أفسد الفجار من كتابي، حينئذ أجاب من يكتب: يا معلم ماذا يجب على المرء فعله متى فسدت الشريعة وتكلم النبي المدعي؟، أجاب يسوع: ان سؤالك لعظيم يا برنابا، لذلك أفيدك أن الذين يخلصون في مثل ذلك الوقت قليلون لأن الناس لا يفكرون في غايتهم التي هي الله، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن كل تعليم يحول الانسان عن غايته التي هي الله لشر تعليم، لذلك يجب عليك ملاحظة ثلاثة أمور في التعليم أي المحبة لله وعطف المرء على قريبه وبغضك لنفسك التي أغضبت الله وتغضبه كل يوم، فتجنب كل تعليم مضاد لهذه الرؤوس الثلاثة لانه شرير جدا؟

الفصل الخامس والعشرون بعد المئة

     واني لا عود الان الى البخل، فافيدكم انه متى أراد الحس الحصول على شيء أو حرص عليه يجب أن يقول العقل: لا بد من نهاية لهذا الشيء، ومن المؤكد أنه اذا كان له نهاية فمن الجنون أن يحب، لذلك وجب على الانسان أن يحب ويحرص على ما لانهاية له، فليتحول بخل الانسان إذا إلى صدقة موزعاََ بالعدل ما أخذه بالظلم، وليكن على انتباه حتى لا تعرف اليد اليسرى ما تفعله اليد اليمنى، لان المرائين اذا تصدقوا يحبون أن ينظرهم ويمدحهم العالم ولكن الحق أنهم مغرورون لان من يشتغل لانسان فمنه يأخذ أجره، فاذا نال انسان شيئا من الله وجب عليه أن يخدم الله، وتوخُّوا متى تصدقتم أن تحسوا أنكم تعطون الله كل شيء حبا في الله، فلا تبطئون في العطاء واعطوا خير ما عندكم حبا في الله، قولوا لي أتريدون أن تنالوا شيئا رديئا من الله؟ لا البتة أيها التراب والرماد، فكيف يكون عندكم ايمان اذا أعطيتم شيئا رديئا حبا في الله؟، الا تعطوا شيئا خير من أن تعطوا شيئا رديئا، لأن لكم في عدم العطاء شيئا من المعذرة في عرف العالم، ولكن ما تكون معذرتكم في اعطاء شيء لا قيمة له وابقاء الافضل لا نفسكم؟، وهذا كل ما أملك أن أقول لكم في شأن التوبة، أجاب برنابا: كم يجب أن تدوم التوبة، أجاب يسوع: يجب على الانسان ما دام في حال الخطيئة أن يتوب ويقوم بجهاد نفسه، فكما أن الحياة البشرية تخطئ على الدوام وجب عليها أن تقوم بجهاد النفس على الدوام، الا إذا كنتم تحسبون أحذيتكم أكرم من نفسكم لانه كلما انفتق حذاؤكم أصلحتموه.  

الفصل السادس والعشرون بعد المئة

      وبعد أن جمع يسوع تلاميذه أرسلهم مثنى مثنى الى مقاطعة اسرائيل قائلا: اذهبوا وبشروا كما سمعتم، فحينئذ انحنوا فوضع يده على رأسهم قائلا: باسم الله ابرؤا المرضى أخرجوا الشياطين وأزيلوا ضلال اسرائيل في شأني مخبريهم ما قلت أمام رئيس الكهنة، فانصرفوا جميعهم خلا من يكتب ويعقوب ويوحنا، فذهبوا في اليهودية مبشرين بالتوبة كما أمرهم يسوع مبرئين كل نوع من المرض، حتى ثبت في اسرائيل كلام يسوع أن الله أحد وأن يسوع نبي الله اذ رأوا هذا الجم يفعل ما فعل يسوع من حيث شفاء المرضى، ولكن أبناء الشيطان وجدوا طريقة أخرى لاضطهاد يسوع وهؤلاء هم الكهنة والكتبة، فشرعوا من ثم يقولون أن يسوع طمح الى ملكية اسرائيل، ولكنهم خافوا العامة فلذلك ائتمروا عليه سرا، وبعد أن جاب التلاميذ اليهودية عادوا الى يسوع فاستقبلهم كما يستقبل الاب أبناءه قائلا: أخبروني كيف فعل الرب إلهنا؟ حقا اني لقد رأيت الشيطان يسقط تحت أقدامكم وأنتم تدوسونه كما يدوس الكرام العنب، فأجاب التلاميذ: يا معلم لقد ابرأنا عددا لا يحصى من المرضى وأخرجنا شياطين كثيرين كانوا يعذبون الناس، فقال يسوع: ليغفر الله لكم أيها الاخوة لانكم أخطأتم اذ قلتم (( أبرأنا)) وإنما الله هو الذي فعل ذلك كله ، حينئذ قالوا لقد تكلمنا بغباوة فعلمنا كيف نتكلم ، أجاب يسوع : في كل عمل صالح قولوا : (( الرب صنع )) وفي كل عمل رديء قولوا : (( أخطأت )) ، فقال التلاميذ : إنا لفاعلون هكذا ، ثم قال يسوع : ماذا يقول إسرائيل وقد رأى الله يصنع على أيدي جمهور من الناس ما صنع الله على يدي؟، أجاب التلاميذ : يقولون أنه يوجد إله أحد وأنك نبي الله ، فأجاب يسوع بوجه متهلل: تبارك اسم الله القدوس الذي لم يحتقر رغبة عبده هذا ولما قال ذلك انصرفوا للراحة.
                        
الفصل السابع والعشرون بعد المئة

     وانصرف يسوع من البرية ودخل أورشليم، فأسرع من ثم الشعب كله الى الهيكل ليراه، فبعد قراءة المزامير ارتقى يسوع الدكة التي كان يرتقيها الكتبة، وبعد أن أشار بيده ايماء للصمت قال: أيها الاخوة تبارك اسم الله القدوس الذي خلقنا من طين الارض لا من روح ملتهب، لانه متى أخطأنا وجدنا رحمة عند الله لن يجدها الشيطان أبدا، لانه لا يمكن اصلاحه بسبب كبريائه اذ يقول أنه شريف دوما لانه روح ملتهب، هل سمعتم أيها الاخوة ما يقول أبونا داود عن إلهنا انه يذكر أننا تراب وإن روحنا تمضي فلا تعود أيضا فلذلك رحمنا؟، طوبى للذين يعرفون هذه الكلمات لانهم لا يخطئون الى ربهم إلى الأبد فانهم بعد أن يخطئوا يتوبون فلذلك لا تدوم خطيئتهم، ويل للمتغطرسين لأنهم سيذلون في جمرات الجحيم، قولوا لي أيها الاخوة ما هو سبب الغطرسة؟، أيتفق أن يوجد صلاح على الارض؟، لا البتة لانه كما يقول سليمان نبي الله: ( ان كل ما تحت الشمس لباطل)، ولكن اذا كانت أشياء العالم لا تسوغ لنا الغطرسة بقلبنا فبالاحرى ألا تسوغه حياتنا، لأنها مثقلة بشقاء كثير لان كل الحيوانات التي هي دون الانسان تقاتلنا، ما أكثر الذين قتلهم حر الصيف المحرق!، ما أكثر الذين قتلهم الصقيع وبرد الشتاء!، ما أكثر الذين قتلهم الصواعق والبرد!، ما أكثر الذين غرقوا في البحر بعصف الرياح!، ما أكثر الذين ماتوا من الوباء والجوع أو لان الوحوش الضارية قد افترستهم أو نهشتهم الافاعي أو خنقهم الطعام!، ما أتعس الانسان المتغطرس اذ أنه يرزح تحت أحمال ثقيلة وتقف له في كل موضع جميع الخلائق بالمرصاد، ولكن ماذا أقول عن الجسد والحس اللذين لا يطلبان الا الاثم، وعن العالم الذي لا يقدم الا الخطيئة، وعن الشرير الذي لما كان يخدم الشيطان يضطهد كل من يعيش بحسب شريعة الله؟، ومن المؤكد أيها الاخوة ان الانسان كما يقول داود:      ( لو تأمل الابدية بعينه لما أخطأ)، ليس تغطرس الانسان بقلبه سوى اقفال رأفة الله ورحمته حتى لا يعود يصفح، لان أبانا داود يقول: ( ان إلهنا يذكر أننا لسنا سوى تراب وأن روحنا تمضي ولا تعود أيضا)، فمن تغطرس اذا أنكر أنه تراب وعليه فلما كان لا يعرف حاجته. فهو لا يطلب عونا فيغضب الله معينه، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن الله يعفو عن الشيطان لو عرف الشيطان شقاءه وطلب رحمه من خالقه المبارك الى الابد.
              
 
الفصل الثامن والعشرون بعد المئة

     لذلك أقول لكم أيها الاخوة انني أنا الذي هو انسان تراب وطين يسير على الارض أقول لكم جاهدوا أنفسكم واعرفوا خطاياكم، أقول أيها الاخوة أن الشيطان ضللكم بواسطة الجنود الرومانية عندما قلتم أنني أنا الله، فاحذروا من أن تصدقوهم لانهم واقعون تحت لعنة الله وعابدون الآلهة الباطلة الكاذبة كما استنزل أبونا داود لعنة عليهم قائلا: ( إن آلهة الأمم فضة وذهب عمل أيديهم لها أعين ولا تبصر لها آذان ولا تسمع لها مناخر ولا تشم لها فم ولا تأكل لها لسان ولا تنطق لها أيدي ولا تلمس لها أرجل ولا تمشي)، لذلك قال داود أبونا ضارعا إلى إلهنا الحي: ( مثلها يكون صانعوها بل كل من يتكل عليها)، يا لكبرياء لم يسمع بمثلها ـ كبرياء الانسان الذي ينسى حاله ويود أن يصنع إلها بحسب هواه مع أن الله خلقه من تراب، وهو بذلك يستهزئ بالله بهدوء كأنه يقول: (( لا فائدة من عبادة الله)) لان هذه ما تظهره أعمالهم، الى هذا أراد الشيطان أن يوصلكم أيها الاخوة اذ حملكم على التصديق بأنني أنا الله، فاني وأنا لا طاقة لي أن أخلق ذبابة بل اني زائل وفان لا أقدر أن أعطيكم شيئا نافعا لاني أنا نفسي في حاجة الى كل شيء، فكيف أقدر اذا أن أعينكم في كل شيء كما هو شأن الله أن يفعل، أفنستهزئ إذا وإلهنا هو الإله العظيم الذي خلق بكلمته الكون بالامم وآلهتهم؟، صعد رجلان إلى الهيكل هنا ليصليا أحدهما فريسي والآخر عشار، فاقترب الفريسي من المقدس وصلى رافعا وجهه قائلا: (أشكرك أيها الرب إلهي لأني لست كباقي الناس الخطاة الذين يرتكبون كل آثم، ولا مثل هذه العشار خصوصا لأني أصوم مرتين في الاسبوع وأعشر كل ما أقتنيه)،أما العشار فلبث واقفا على بعد منحنيا الى الارض، وقال مطرقا برأسه قارعا صدره: ( يا رب انني لست أهلا أن أتطلع الى السماء ولا الى مقدسك لانى أخطأت كثيرا فارحمني)، الحق أقول لكم أن العشار نزل الهيكل أفضل من الفريسي لأن إلهنا برره غافرا له خطاياه كلها أما الفريسي فنزل وهو على حال أردأ من العشار، لأن إلهنا رفضه ماقتا أعماله
               
الفصل التاسع والعشرين بعد المئة

     أتفتخر الفأس مثلا لأنها قطعت حرجة حيث صنع انسان بستانا؟، لا البتة لان الانسان صنع كل شيء بيديه حتى الفأس، وانت أيها الانسان أتفتخر أنك فعلت شيئا حسنا وأنت قد خلقك إلهنا من طين ويعمل فيك كل ما تأتيه من صلاح، ولماذا تحتقر قريبك؟، ألا تعلم أنه لولا حفظ الله اياك من الشيطان لكنت شرا من الشيطان؟، ألا تعلم أن خطيئة واحدة مسخت أجمل ملاك شر شيطان مكروه؟، وانها حولت أكمل انسان جاء الى العالم وهو آدم مخلوقا شقيا وجعلته عرضة لما نكابد نحن وسائر ذريته؟، فأي اذن لك يخولك حق المعيشة بحسب هواك دون أدنى خوف، ويل لك أيتها الطينة لانك بتغطرسك على الله الذي خلقك ستحتقرين تحت قدمي الشيطان الذي هو واقف لك بالمرصاد، وبعد أن قال يسوع هذا وصلى رافعا يديه الى الرب، وقال الشعب:  ((   ليكن كذلك ليكن كذلك))، ولما أكمل صلاته نزل من الدكة، فأحضروا اليه جمهورا كثيرا من مرضى فابرأهم وانصرف من الهيكل، فدعا يسوع ليأكل خبزا سمعان الذي كان أبرص فشفاه يسوع، أما الكهنة والكتبة الذين كانوا يبغضون يسوع فأخبروا الجنود الرومانية بما قاله يسوع في آلهتهم، لأن الحقيقة هي أنهم كانوا يلتمسون فرصة ليقتلوه فلم يجدوها لانهم خافوا الشعب، ولما دخل يسوع بيت سمعان جلس الى المائدة، وبينما كان يأكل اذا بامرأة اسمها مريم وهي مومسة دخلت البيت وطرحت نفسها على الارض وراء قدمي يسوع وغسلتهما بدموعها ودهنتهما بالطيب ومسحتهما بشعر رأسها، فخجل سمعان وكل الذين كانوا على الطعام، وقالوا في قلوبهم: ((لو كان هذا الرجل نبيا لعرف من هذه المرأة ومن أي طبقة هي ولما سمح لها أن تمسه ))، فقال حينئذ يسوع: يا سمعان ان عندي شيئا أقوله لك، أجاب سمعان: تكلم يا معلم لاني أحب كلمتك
                 
الفصل الثلاثون بعد المئة

    قال يسوع: كان لرجل مدينان أحدهما مدين لدائنه بخمسين فلسا والآخر بخمس مئة، فلما لم يكن عند أحد منهما ما يدفعه تحنن الدائن وعفا عن دين كليهما، فأيهما يحب دائنه أكثر؟ أجاب سمعان: صاحب الدين الأكبر الذي عفا عنه، فقال يسوع: لقد قلت صوابا، اني أقول لك اذا انظر هذه المرأة ونفسك، لانكما كنتما كلاكما مدينين لله أحدكما ببرص الجسم والآخر ببرص النفس الذي هو الخطيئة، فتحنن الله ربنا بسبب صلواتي وأراد شفاء جسدك ونفسها، فأنت اذا تحبني قليلا لأنك نلت هبة صغيرة، وهكذا لما دخلت بيتك لم تقبلني ولم تدهن رأسي، أما هذه المرأة فلما دخلت بيتك جاءت توا ووضعت نفسها عند قدمي اللتين غسلتهما بدموعها ودهنتهما بالطيب، لذلك أقول لك الحق أنه قد غفرت لها خطايا كثيرة لأنها أحبت كثيرا، ثم التفت الى المرأة وقال: اذهبي في طريقك لأن الرب إلهنا قد غفر خطاياك، ولكن أنظري أن لا تخطئي فيما بعد، ايمانك خلصك.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارحب بالجميع فط راسلنى على البريد التالي :
nooral7q@gmail.com